الخميس، 4 أبريل 2019

تلخيص لـ كتاب: هل يكذب التاريخ ؟ لـ عبدالله بن محمد الداوود


بسـم الله الرحمن الرحـيم


تلخيص لـ كتاب  هل يكذب التاريخ ؟ لـ عبدالله بن محمد الداوود.jpg

يقول عبد الله محمد الداوود:
إلى المسلمة الصامدة في عصر الحضارة الجاهلية حينما تصارعت عليها قوى الشر العالمية
وأبواق الصهاينة الناطقين بالعربية يريدون منها أن تكون أرضاً لمعركة القرن الحادي والعشرين.
فإن كان التاريخ قد كتب معاركه الخالدة بين الحق والباطل بقيادة الأبطال والرجال
فقد جاءت معركة من معارك الله -سبحانه- تكون بطلتها "المرأة" ..!
إلى كل غيور تذكر أن جيشاً قاده الخليفة المعتصم ليحرر امرأة مسلمة، فإن كان المعتصم نصرها بجيش يقوده بنفسه
فغيرتك التي تتعبد الله بها تجعلك تنصر أخواتك المسلمات بقدر استطاعتك.
إلى كل مخدوع بدعاوى العلمانيين فيما اسموه "تحرير المرأة" فيما أنهم لم ينادوا يوما بتحرير العبيد
والإماء أو يكتبوا حرفاً واحداً في "تحرير الأقصى" !
أضع بين يديك هذا الكتاب عساه أن يوقظك.
وكما هو واضح على الغلاف صورة تعبر عن واقع التغير في لباس المرأة على المستوى البشري ككل
والصورة هي رسم فنان نصراني.
الكتاب عبارة عن "مناقشات (تاريخية) و(عقلية) للقضايا المطروحة بشأن المرأة" كما أشار مؤلفه على غلافه.
أهداه المؤلف إلى كل مسلمة وكل غيور على المحارم وكل من انخدع بدعاوى العلمانيين.
وأظن هذه القسمة تدخل جميع المجتمع هنا!! فالكتاب إذن موجه للجميع.
ويقع الكتاب في مناقشات -أبواب- خمس،
تحدث فيها عن "أرشيف قرن من الفساد" وعن الاحتشام والستر عالميا وإسلاميا، وبداية التغير، ومراحل التغيير.
ثم تحدث المؤلف عن "ملامح خطة العلمانيين لإفساد المرأة" بعرض لأهدافهم، ومناهجهم، ومثال تطبيقي لها.
ثم كانت المناقشة الثالثة حول "قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة" كالحجاب والمساواة وعمل المرأة وقيادتها للسيارة والاختلاط.
ثم يتحكم المؤلف بأفكارنا، بأسلوب رائع، بأربعة رسائل يرسلها لأربع جهات تستقبلها.
وختاما يودعنا المؤلف في بعض الصفحات التي يذكر فيها بعض النقاط الهامة.


المناقشة الأولى "أرشيف قرن من الإفساد"
وفيه ..
تمهيد
أولاً: الاحتشام والستر صفةٌ عالميةً.
ثانياً: عام (1825م)؟! منعطفٌ جديدٌ.
ثالثاً: الستر والاحتشام في العالم الإسلامي.
رابعاً: سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي.

1- مرحلة التنظير.
أ- أحمد فارس الشدياق (1804 – 1888م)
ب- رفاعة رافع الطهطاوي (1801 – 1873م)
ج- قاسم أمين وكتابه تحرير المرأة (1865 – 1908م)
2- مرحلة التطبيق غير الرسمية.
أ‌- إقحام العنصر النسائي في عملية الإفساد (هدى شعراوي).
ب- المساندة الصحفية.
3- مرحلة التطبيق الرسمية.
أ‌- تسويق الرذيلة (التطبيع).
ب- إباحة البغاء رسمياً.
4- التأييد الإعلامي ومباركة الانحلال.
أ‌- إضفاء صبغة شرعية مغلوطة.
ب- انسلاخ الطرح الإعلامي من الصبغة الشرعية.
ج- الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.


وهنا التمهيد الذي بدأه الكاتب في مناقشته الأولى..
استعراض سريع مزوَّد بالوثائق عن أزياء المرأة قبل عام (1825م) حسب ما تناقلته وسائل الإعلام في ذلك الوقت،
تلك الألبسة التي اتسمت بالاحتشام والستر، رغم أن هنالك اختلافاً في ثقافات أهلها، وديانتهم، ومجتمعاتهم الإنسانية.
ثم سيكون الحديث عن النقلة الكبرى في ألبسة المرأة وحالها،
والتي ظهرت إرهاصاتها بعد الثورة الفرنسية عام (1789م) حتى خلعت جلبابها بوضوح بعد عام (1825م)؛
حيث إن هذا العام هو بمثابة المنعطف التاريخي الأهم، ولابد من الإشارة إليه، والوقوف عنده.
"سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي" وقسمه إلى أربع مراحل أساسية:
1- مرحلة التنظير. 2- مرحلة التطبيق غير الرسمية. 3- مرحلة التطبيق الرسمية. 4- التأييد الإعلامي.

ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا "السيناريو" المنفذ قبل مائة عام، نراه يتجدد الآن في العصر الحديث.
أولاً: الاحتشام والستر صفةٌ عالميةٌ:
منذ سالف التاريخ وحتى عصرنا الحالي عاش العالم بأجمعه حالة من الاحتشام والستر؛
رغم وجود الديانات المتعددة المنحرفة ويؤكد ذلك:
1- الكتب السماوية: فهي تدعو إلى الحشمة والحجاب، وتحذر من التعري والسفور ورغم تحريفها إلا أن فيها كفاية وافية لإيضاح أهمية الاحتشام.
1- القرآن الكريم: يخبر عن احتشام المرأة في الأزمنة القديمة، كما في الآيه 44 من سورة النمل التي تدل على أن بلقيس كانت في حالة من الستر.
3- الصور التاريخية والآثار: مثل صور الفراعنة المنحوتة.
4- الإنتاج السينمائي: حيث نرى زي المرأة فيها بكامل الحشمة في جميع الأفلام التاريخية.
5- الحضارات الحديثة: مثل الحضارة الأمريكية والأوروبية، قد أكدت ثقافتها على العفاف والحشمة
والدليل على ذلك مانجده في أدبيات التاريخ الأمريكي القديمة بل والحديثة التي تصور هيئة المرأة وهي محتشمة.

وفي بدايات القرن التاسع عشر بالتحديد يلحظ الدارس للتاريخ البدايات لفساد المرأة والتحول في ثقافة الاحتشام والستر؛
ولعل أبسط الأدلة هي الصور التي سيتم استعراضها.
(وعرض الكاتب عدة صور تمثل نساء غير مسلمات ومن مختلف الديانات،
كما أنها تعبر عن أزياء الطبقة العامة والخاصة في مجموعة من البلدان الأوروبية والآسيوية،
وكانت هذه الصور تُمثل زي النساء الخاص بالركوب، وزيهن الخاص باللعب وزيهن الخاص بالعمل وزي النساء البوليسيات وزي العروس،
وعرض أيضاً عدة صور لعدد من الامهات من مختلف الشعوب وهن يحملن أولادهن وبعضهن يزاولن الأعمال اليومية،
وعرض الكاتب أيضا صور لسيدات من الطبقة العليا وهن لابسات أحدث الأزياء....
وجميع هذه الصور التي عرضها الكاتب كانت تمثل النساء في القرن التاسع عشر وهن في قمة احتشامهن وتسترهن)...
وبعد استعراض الصور يتبين أن جميع الصور تم التقاطها قبل وبعد الثورة الفرنسية،
فنشأت العلمانية على الأيدي اليهودية فمزقوا أردية النساء،
وحاولوا إبداء الفتنة من أجسادهن، حتى يلتفت الرجال عن السعي في الحياة إلى السعي خلف الشهوات، وحتى تجري المرأة لاهثةً صوب تبرج الموضات.


ثانياً: عام (1825م) منعطفٌ جديدٌ؟!:
مابين عام (1825م – 1829م) هو (منعطف العبث العالمي الأول) في التاريخ المعاصر،
على اختلاف جنسيات وأديان هذه الأقلام التي تناولت هذه القضية في مقالاتها وصورها الكاريكاتورية،
مما يعطي دلالة على أن (الاتفاق العفوي) على هذا العام بالذات يمثل (نقطة تحول).
وعرض الكاتب عدة صور كاريكاتورية من مجلات متعددة تُبين المرحلة الانتقالية بين الاحتشام وبدايات التكشف والعري.
والتواريخ التي توضحها الصور في (منعطفات الفساد) هي - فعلاً- تتوافق مع هجرات اليهود الثلاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية،
وتتطابق مع تواريخ الانحلال في لباس المرأة، فالهجرة الأولى انتهت عام (1825م)،
والهجرة الثانية امتدت من هذا التاريخ وحتى عام (1881م)، والهجرة الثالثة التي انتهت عام (1930م).
ويتضح جليَّاَ أن عام (1825م) يصادف الاستقرار الأول للمهاجرين اليهود في أمريكا،
حيث نصبوا المرأة تمثالاً لسهامهم من أجل إفسادها، وفساد سترها وحجابها للوصول إلى السيطرة على العالم،
فكانت بداية ظهور ملامح التدهور العالمي صوب الدعارة باسم الحضارة.

ثالثاً: الستر والاحتشام في العالم الإسلامي:
إنها لخدعة عظمى تؤلم النفس أن ينخدع المسلمون بتوهم أن كشف وجه المرأة كان هو الأصل في العالم الإسلامي،
ولكن الحقيقة التي ينبغي أن نرجعها للعقول أن تغطية الوجه كانت هي الأصل في لباس المرأة المسلمة في أرجاء العالم الإسلامي طوال التاريخ،
دون معارضةٍ، ولم يظهر الحديث عن الخلاف في مسألة كشف الوجه إلا على أيدي العلمانيين.
وعرض الكاتب عدة صور لحجاب النساء المسلمات في البوسنة والهرسك، وصورتان لبعض أشكال الحجاب الشائع في الهند،
وعرض عدة صور للمرأة المسلمة وهي مصونة الستر في مصر التي خرجت منها الدعاوي العلمانية،
وعرض صور لنساء تركيات محجبات وصور لهن بعدما خلعن الحجاب الذي دعا لخلعه اليهودي المنادي بالعلمانية مصطفى كمال أتاتورك.
وفي العراق كان جميل الزهاوي أول من دعا إلى سفور المرأة العراقية وقد وقف معه في إفساده،
وتعاون معه في حرب الحجاب صاحبه معروف الرصافي؛ فكانا أول داعيين إلى السفور في العراق.
وفي بلاد الشام كان الحجاب متناغماً مع الستر المهيمن على المسلمات في العالم الإسلامي.
ويعضد هذا القول صور من كتاب "خمار الوجه" فريضة أم تقليد؟! لنوال عبد الرحمن (وعرض الكاتب صورا).
وكانت نظيرة زين الدين؛ صاحبة أول كتابٍ صدر في الشام وشرارة الإفساد؛ الذي كان عنوانه (السفور والحجاب)،
مع الأخذ بالاعتبار أن تأليفها لهذا الكتاب مشكوكُ فيه كما فضحها مصطفى الغلاييني بقوله:
( إن هذا الكتاب قد اجتمع على تأليفه عدد كبير من اللادينيين، والمسيحيين، والمبشرين،
وإن الآنسة وأباها كانا مخدوعين، أو شريكين لهؤلاء الدساسين).
وفي ألبانيا قام الملك زوغو بنزع الحجاب عن وجوه المؤمنات باسم التمدُّن والحضارة، ومن البلاء أن تحقق له ما أراد.
وفي بلاد الأفغان قامت (شاه خانم) ملكة الأفغان بخلع الحجاب بطلبٍ من زوجها؛ لتكون قدوة للأفغانيات المسلمات
(وعرض الكاتب مزيداً من الصور الأخرى التي تؤكد حال حجاب المرأة في أفغانستان،باكستان، كشمير، اليمن، الجزائر، الإمارات وجدة)
وفي بلاد المغرب ظهر التأثير الفرنسي على حجاب المسلمات.
(وختم الكاتب الصور بصورة لرسامٍ تجول في بلاد المشرق الإسلامي، قبل اختراع الكاميرا، فرسم صورة المسلمة المحجبة).

* وبعد هذا الاستعراض الوثائقي لبلدان إسلاميةٍ متفرقةٍ نرى أن جميع الصور تتميز بأمورٍ منها:
1- الحجاب يغطي المرأة كاملة من رأسها حتى أخمص قدميها، وليس الرأس فحسب.
2- تميز الحجاب بأنه سميك غليظ بدرجةٍ لا يمكن أن يعرف المشاهد لها إن كانت سمينةً أو نحيفةً،
أو كبيرةً أو شابةً؛ إنما كان الحجاب يوحي باسمه (حجاب) يحجب المرأة تماماً.
3- يوحي الحجاب بالابتذال، وعدم جذب الانتباه، وانسلاخه من أيّ زينةٍ، رغم أن زمانهم خلا من الافتتان بالمرأة، وامتاز بعفاف الرجال.
4- أدعو علماءنا ومن بيدهم (القدرة على الفتوى) إلى تذكر فتوى أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- بتحريم أيِّ لباس يشف، أو يصف جسد المرأة.

رابعاً: سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي:
بدأت حملة نابليون الشهيرة على مصر في عام ( 1798م)، ودامت ثلاث سنوات؛
حيث خرج منها عام(1801م)، معلنةً مصر بذلك بدأ (سيناريو) محكم التفاصيل،
واضح المعالم لمخطط إفساد المرأة في العالم الإسلامي، وأول من دعا إلى خروجها من بيتها هم (النصارى العرب)؛
(الأقباط) في مصر، ونصارى لبنان؛ الذين كانوا هم أول من أنشأ المجلات والصحف،
وكان كُتاَّبها ومحرروها قد تلقوا تعليمهم من (الكليات الإنجليزية)
وصرحوا أنهم يريدون المرأة المسلمة: (كأختها الغربية) سواء بسواء، ويمكن تقسيم ذلك (السيناريو) المتخذ إلى المراحل التالية:

1- مرحلة التنظير:
إن الانقلابات الكبرى في المجتمعات، يسبقها في الغالب مرحلة (نشر الأفكار)، وهذا ما ينطبق على موضوع (إفساد المرأة)؛
حيث جاءت الأفكار سابقةً وممهدةً لحدوث الإجراءات العملية، وبإمكاننا تعداد بعض الأسماء الشهيرة؛ التي تزعمت مرحلة التنظير على سبيل المثال:
أ) أحمد فارس الشدياق: وتم نشر مقالاته في صفيحة "الجوائب" التركية.
ب) رفاعة رافع الطهطاوي: أصدر كتابه الشهير "تلخيص الإبريز في تلخيص باريز".
ج) قاسم أمين وكتابه "تحرير المرأة": نال قاسم أمين إجازة الحقوق، وانضم للكوكبة التي كانت تحيط بجمال الدين الأفغاني وسعد زغلول وغيرهم.
حيث أنه خرج على البلاد بكتابه (تحرير المرأة) الذي ترجم للإنجليزية وتم نشره في بلاد الإنجليز.

2- مرحلة التطبيق غير الرسمية:
وبعد أن سرت التنظيرات، والأفكار الملوثة التي نشرها متزعمو الإفساد؛ الذين تمت الإشارة إليهم،
كان من المؤسف أن صمت المصلحون والمجتمع بأكمله أمام تلك الأفكار، ولم يواجهوها بقوةٍ وحزمٍ،
فأصبحت تتطور إلى إجراءات عملية في المجتمع المصري على وجه الخصوص، ولكنها لم تأخذ بعد قوة التأييد الرسمي الحكومي، ومن تلك الإجراءات:
أ- إقدام العنصر النسائي: وكان على رأسهن هدى شعراوي حيث استعملوا لورقة المرأة في إنجاح إفسادهم.
ب- المساندة الصحفية: سعت الصحافة لإخفات صوت المصلحين، وتشويه صورتهم، فانتهز أنصار الحركة النسائية الفرصة،
فأصدروا مجلتهم (السفور)، وأخذت على عاتقها نشر الدعوة ضد الحجاب، وضد الآداب الإسلامية.

3- مرحلة التطبيق الرسمية: ظهرت بعد استلام سعد زغلول منصب زعامة الشعب ورئاسة الوزراء عام (1919م)،
وسعد زغلول في الحقيقة هو الذي ضمن تنفيذ أفكار قاسم أمين تنفيذاً عملياً، فقد رحل الشيخ محمد عبده سنة (1905م)،
ورحل تلميذه قاسم أمين بعده بسنواتٍ قليلةٍ، ثم بقي سعد زغلول وقد أهلته مواهبه الفذَّة أن يقود المجتمع ويكيفه كما يريد.
ويمكن تلخيص هذه المرحلة في الملامح التالية:
أ- تسويق الرذيلة (التطبيع): بأن يكون الانحلال والفسق أمراً طبيعياً مألوفاً؛ بل والثناء والفرح بانتقال الفساد للمسلمين.
ومن الوسائل المتخذة لنشر الفساد؛ الإكثار من إظهار الصور اليهودية لممثلات هوليوود، وهي من أكثر الصور تفنُّناً في العري والإثارة بلا منازع.
ب- إباحة البغاء رسمياً: يسعى العلمانيون في بدايات نشر الرذيلة؛ إلى التأكيد على الخلاف الفقهي،
فتراهم يسرفون في الحماس المتأجج، والإلحاح المتشنج على الخلاف الفقهي في مسألة كشف الوجه في بادئ الأمر؛
بصفتها خطوةً أولى للإفساد، فإذا ما خدعوا العقول، أزاحوا الستار عن القذارة المحتشمة التي يبطنونها،
وأعلنوا ما في بواطنهم بوضوحٍ كما حدث في عام (1926م) حين أقدم (سعد زغلول) على جريمة كبرى لدين الله - سبحانه وتعالى-؛
وهي إباحة البغاء واللواط والخمور رسمياً، فأصدروا الرخص الرسمية
بإقرار (البغاء الرسمي) للزانيات لكي يمارسن الفاحشة بصفحتها وظيفةً لها طابع نظامي.
(وعرض الكاتب صور لوثائق معطاة لبعض المسلمات في ذلك التاريخ، والتي وصفت وظيفتهن بالعاهرات والمومسات،
بصورة قبيحة على صفحات بلادٍ إسلامية، ومقال صريح فيه اعتراف الحكومة بالإذن بالبغاء، وعرض عدة دعايات للخمور،
وعرض خطاب الشيخ محمود أبو العيون إلى رئيس الحكومة مطالباً فيه بإلغاء البغاء).

4- التأييد الإعلامي ومباركة الانحلال:
كانت نداءات (أهل التحرير) مفعمةٌ (بالحرص الخادع) على مصالح المرأة، و(المطالبة المزيفة) بحقوق المرأة المسلوبة،
ولكن خلال وقتٍ قصيرٍ اتضح للجميع، وحتى المخدوعين أن القصد هو الإفساد الذي ينبع من آبار يهودية، بجنسياتٍ عربيةٍ.


المناقشة الثانية "ملامح خطة العلمانيين لإفساد المرأة"

وفيه ..
تمهيد
أولاً: أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة:
1- إقصاء الدين عن الحياة.
2- إسقاط العلماء.
3- إشاعة الفاحشة.
4- الوصول لمراكز النفوذ.
5- تغييب عقيدة الولاء والبراء.
6- إشغال المسلمين عن هموم الأمة.
7- تشويه صورة الدولة العثمانية.
8- إفقار العالم الإسلامي.
9- تجهيل الشعوب المسلمة.
10- مهاجمة اللغة العربية الفصحى.
11- إفساد المرأة.
ثانياً: منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة:
1- التطبيع.
أ) الاختلاط.
ب) إظهار الألبسة العارية على أنها رقي.
ج) إبراز أهل الفن على أنهم قدوات.
د) تعظيم الغرب وأهله.
هـ) استمراء التفحش.
و) تحسين العلاقات المحرمة.
2- استغلال الدين:
أ) الاستدلال بالأقوال الشاذة.
ب) ادعائهم فهم الدين.
ج) التمسح بالدين.
د) التأكيد على الخلاف الفقهي.
3- احتواء الأقلام والمواهب النسائية.
4- ادعاء نصرة المرأة:
أ) استغلال مشاكل اجتماعية للمرأة.
ب) إقحام الحديث عن الأم والأخت.
5- التشكيك في الحجاب.
ثالثاً: مثال تطبيقي برنامج ستار أكاديمي للتلفزيوني.


وبدأ مناقشته الثانية بهذا التمهيد..
كانت معالم سياسة (لويس التاسع) ملك فرنسا واتجاهاتها وأسسها على النحو التالي:
أولاً: تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية تستهدف ذات الغرض.
ثانياً: تجنيد المبشرين الغربيين للقضاء على الإسلام معنوياً.
ثالثاً: العمل على استخدام مسيحيي الشرق في تنفيذ سياسة الغرب.

وبدأ ما يسمى الغزو الفكري واحتلال العقول ولقد بدأت العلمانية في العالم الإسلامي بدخول القائد الفرنسي (نابليون بونابرت)،
الذي جاء مستعمراً من (باريس)، ونجد أن رواد العلمانية والتحرر قد نالهم من (باريس) نصيب، فسعد زغلول تلقى منها بذور الإفساد،
وقاسم أمين درس هناك، وهدى شعراوي ترددت على باريس لحضور المؤتمرات النسوية،
فقاعدة التزود بالوقود لأولئك المفسدين كانت (باريس) وهنا يمكن استجلاء أمور:
1- أطروحات العلمانيين التحررية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك الوقت.
2- العلمانيون يمارسون في العصر الحالي (دور المنافقين) في المدينة، واتفاقهم الحميم مع يهود المدينة ضد الإسلام.
3- يقول سليمان الخراشي: (علمتُ أن جميع طرق أهل التحرير تؤدي إلى قاسم... إلى آخر ما قاله.

أولاً: أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة:
إن العلمانيين (منافقي العصر الحديث) يسعون لإفساد الأمة بكل ما أوتوا عن طريق تحقيق مجموعة من الأهداف الواضحة لهم، وإن لم تكن واضحة لغيرهم وأركز على أحد تلك الأهداف،
وهو ما يتعلق بموضوع هذا الكتاب، وهو إفساد المرأة المسلمة، وهذه بعض هذه الأهداف العلمانية.

1- إقصاء الدين عن الحياة.
2- إسقاط العلماء.
3- إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا باسم (حرية الفكر):
ابتداءً بالعبث بملابس النساء في كشف الوجه باسم الخلاف الفقهي، مروراً بقتل الغيرة في نفوس الناس.
4- الوصول إلى مراكز النفوذ.
5- تغيب عقيدة الولاء و البراء، وطرح فكرة (التسامح الديني).
6- إشغال المسلمين عن هموم الأمة.
7- تجهيل الشعوب المسلمة
8- إفساد المرأة كمدخل لإفساد الأمة، وفي هذه المناقشة سيتم التركيز على هذه الهدف بالذات.

ثانياً: منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة:

1- التطبيع:
أي جعل الفساد عند الناس أمراً (طبيعياً)، ومن القضايا التي تناولها العلمانيون ما يلي مثل:
أ- الاختلاط: وذلك الدعوة للتعليم المختلط منذ الصغر، بحجة التعرف على نفسية الجنس الآخر، وإزالة الشكوك.
ب- إظهار الألبسة العارية على أنها رقي:
ابتدأت الدعاية للألبسة العارية والصرخات الأوروبية في المجلات والصحف منذ (1925م) وكان ظهورها جريئا في خلاعته،
وكان الضغط الإعلامي، يجبر النساء على التخلي عن الحشمة، ومن طرق الضغط ما يتم ممارسته (مؤخراً) بإتخام الأسواق،
وملئها بأصناف الألبسة الغربية المنافية للدين والعفاف فيجبرون النساء على ارتدائها، لعدم توافر البديل الساتر العفيف.
ج- إبراز أهل الفن مابين (ممثلين، مغنين، راقصين، لاعبي الكرة) على أنهم قدوات.
د- استمراء التفحش بتعويد الناس على إظهار صور من الانحلال الجنسي في وسائل الإعلام بصورةٍ تبدو كأنها عفوية؛
بحجة الرشاقة وتمارين تخفيف الوزن، وهذه الخطة يهودية الفكرة والمنشأ والتصدير.
هـ- تحسين العلاقات المحرمة، حتى يصلوا إلى تسويغها في النفوس،
فراحوا يبعدون الشباب عن الزواج، وينادون بإلحاحٍ على تأخير وقت الزواج للفتاة بالذات.

2- استغلال الدين:
لعلم المفسدين أن للدين أثراً على الناس، حرصوا أن يركبوا موجته، ويقولوا (قولاً حقاً)، ليصلوا به إلى (الباطل)، ومن أمثلة ذلك:
أ- الاستدلال بالأقوال الشاذة: فهم يستدلون (بمعركة الجمل)، وأن أمنا عائشة - رضي الله عنها-
كانت تقود المعركة، ويفترون كذباً أنها كانت بلا حجاب، أو أنها تختلط بالرجال،
وأهملوا عشرات الألوف من الصفحات التي ألفها المؤلفون عن هذه الأم -رضي الله عنها-، والتي تعارض منهج العلمانيين.
ب- ادعاؤهم فهم الدين: يزعم العلمانيون أنهم (الوحيدون) الذين يفهمون عمق الإسلام
لأن علماء الشريعة - كما يزعم العلمانيون – يفهمون الإسلام فهماً رجعياً.
ج- التمسح بالدين: لا يفوتهم أن يختموا أطروحاتهم حول تحرير المرأة؛
بالتأكيد على أن دعواتهم هذه أن دعواتهم هذه يتم طرحها وفق الثوابت الدينية.
د- التأكيد على الخلاف الفقهي: القضايا التي يعبرون إلى الإفساد من خلالها فقد هي القضايا
التي يفقهون خلافها الفقهي، وهي الوحيدة التي تجترُّها ألسنتهم؛ كالحجاب، الاختلاط.

3- احتواء الأقلام والمواهب النسائية:
وذلك عن طريق استدراجهن بألوان الإغراء التي كالمال والشهرة ثم يجعلونهن ينقلن الأفكار العلمانية إما (بالإيحاء)، أو بالأسلوب المباشر.

4- ادعاء نظرة المرأة: استغلال المشاكل الاجتماعية للمرأة،
وجعلها شماعة لمشاريعهم التخريبية ومهاجمة(تعدد الزوجات) مستغلين سوء تعامل بعض الأزواج المعددين مع زوجاتهم.

5- التشكيك في الحجاب: من المؤكد أن الحجاب عند العلمانيين هو المفصل الأهم في قضية المرأة،
لذلك اعتمدوا على منهج التشكيك في شرعيته وأوهموا المسلمين بأمور:

- إن الحجاب ليس من الدين أصلا، وإنما هو لباس اجتماعي وموروث عن الأجداد وأنه لا يوجد دليل من الدين يوجب الحجاب على المرأة.
(وعرض الكاتب مقال عن السفور يسفر عن أفكارهم القبيحة، بوجهها الحقيقي، ويدل على أن هذه الدعوات قديمة).

ثالثاً: مثال تطبيقي (برنامج ستار أكاديمي التلفزيوني):
من قاموس التحرير وتغريب المرأة برنامج إعلامي خرج مؤخراً، يسمى (ستار أكاديمي)، وهو أشبه بأنموذجٍ صغيرٍ، للأفكار العلمانية الكبيرة.
حيث أثنى رئيس الوزراء اليهودي أريل شارون على هذا البرنامج وقال ما نصه: (هذا هو الإسلام الذي نريده) ..!
(وعرض الكاتب بعض أهداف البرنامج منها: استمرار التفحُّش وتطبيعه في النفوس -انتفاء الحجاب بأبسط أشكاله -
إشغال شباب الأمة بالتوافه ومحاولة خداع المشاهدين بأن معيشة الشبان والفتيات بهذا الاختلاط البشع
هو اختلاط بريء وتلميع نجوم البرنامج؛ ليكونوا قدوات مستقبلاً).


المناقشة الثالثة "قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة"

وفيه ..
تمهيد:
القضية الأولى: الحجاب.
القضية الثانية: المساواة.
القضية الثالثة: الاختلاط.
القضية الرابعة: عمل المرأة.
القضية الخامسة: قيادة المرأة للسيارة.


وذكر في تمهيده ما يلي:
وفي هذه المناقشة، سأعرض جملة من القضايا؛ وهي الحجاب، والمساواة، والاختلاط، وعمل المرأة،
وأخص بالعرض قضيةً خامسةً ظهرت في المجتمع السعودي؛ وهي قيادة المرأة للسيارة،
وسأعرض لتلك القضايا مظهراً مبرراتهم التي يحتالون بها على عامة الناس، ثم أرد عليها ردوداً عقليةً وشرعيةً.
القضية الأولى: الحجاب.
الحجاب عبادة من رب الأرباب، وهو راية المسلمين في معركتهم ضد العلمانيين،
ومتى بقي الحجاب مرفوعاً على رؤوس المسلمات، فهو دلالة على انتصار الإسلام ،
ومتى ما أسقطوه فهو علامة انتصار الباطل.
لذا تجد العلمانيين يتناولون قضية الحجاب بالتشكيك في مشروعيته ويحاولون أن يوهموا الناس بأن الحجاب هو ما استدار حول وجه المرأة،
وليس تغطية الوجه، وقد نجحوا في غالب بلاد المسلمين بنشر هذا التصور الخاطئ، ولم يبق من العالم الإسلامي
إلا مجتمعاتٌ قليلةٌ لا زالت متمسكةً بالحجاب، ورغم قلة المجتمعات المتمسكة بتغطية الوجه،
إلا أن أمر هذه المجتمعات القليلة يقلق العلمانيين.

( وساق الكاتب مجموعة من النقاط التي ربما تخفى على الكثير في زماننا) ومنها:
1- يزعم كثير من الكتاب أن هيئة الحجاب الشرعي، لا تشمل تغطية الوجه، وأن الذين يرون وجوب تغطية الوجه، هم من المتشددين من علماء الحنابلة النجديين فقط، وبالرجوع إلى الصور الوثائقية المنثورة في الجزء الأول من الكتاب، تجد التأكيد المادي على أن هيئة الحجاب الشرعي في العالم الإسلامي كانت تغطية الوجه، أيضا هناك أكثر من 66 عالماً من مختلف بلاد العالم ألفوا كتبا تبين وجوب تغطية الوجه .
2- لو صدقنا مزاعم العلمانيين في أنهم يبحثون عن الحق في مسألة الحجاب الشرعي فإن هنالك مايدعو إلى عدم تصديقهم، وهو إنتاجهم الإعلامي، حيث تظهر المرأة فيها في وضعٍ حرامٍ متفقٍ عليه.
3- وختم الكاتب نقطته الأخيره بسلوك متكرر من العلمانيين وأتابعهم من المطالبين بتحرير المرأة: بالرغم من حماسهم العنيف لنزع الحجاب إلا أن الأغلب منهم لا يسمحون بخروج نسائهم سافرات؛ بل يتصيدون المستغفلات لتمرير دعاواهم، وأول مثال على ذلك هو زعيمهم قاسم أمين، فقد كانت زوجته محجبة حجاباً كاملاً، مما يؤكد أن الاحتشام فطرة بشرية، وسمة عالمية، تنزع إليها بنات حواء.

* ارتباط الاحتلال بقضية خلع الحجاب:
في جميع البلدان الإسلامية دون استثناء تزامنت الدعوة لخلع الحجاب، مع وجود المحتل الأجنبي
(وذكر الكاتب أثر الاستعمار على قضية الحجاب في عدة دول منها مصر، تركيا وتونس).

* المظاهرات النسائية وخلع الحجاب:
المظاهرات النسائية وسيلة استعملها المحتل الغربي منذ مائة عامٍ دولٍ إسلاميةٍ؛ لإفساد المرأة من خلال (عقلية القطيع)،
وعرض الكاتب عدة نماذج تاريخية منها:
- في مصر: انطلقت أول مظاهرة نسائية في العالم الإسلامي زمن الاحتلال الإنجليزي تحت إشراف
سعد زغلول،
وبقيادة زوجته (صفية) مع رفيقتها رائدة التغريب (هدى شعراوي) إضافة إلى مجموعة من النساء القبطيات.
القضية الثانية: المساواة.
المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل هي من المطالب البارزة لدى العلمانيين.
(ورد الكاتب على مطالبتهم بالمساواة بطريقة الحوار العقلي بالقرآن الكريم... ومن الردود العقلية على انتفاء المساواة)

1- التاريخ القديم: حيث أنه ينفي المساواة ويخبرنا عن قيام حضارات وأمم متنوعة الديانات ومختلفة المفاهيم
لكنها جميعاً اتفقت على أنه الرجل ليس مساوياً للمرأة.
2- الأنبياء جميعهم رجال في كل الأديان السماوية بل جميع الآلهة في الأديان البشرية هي ذكور.
3- اللغة: حيث أنها ترفض المساواة فتقسم النوع إلى ذكر وأنثى وأب وأم
وهنالك ثروة لغوية هائلة تفصل الجنسين وتقطع شرايين المساواة في جميع لغات الإنسانية.

وعرض الكاتب عدداً من الأدلة القرآنية منها:
الأول: أن الرجل هو الأصل في بداية الخلق وأن المرأة هي الفرع، يقول الله عز وجل:
(هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) فآدم هو الأصل وخلق الله من ضلعه حواء.
الثاني: لم يرد في القرآن الكريم اسم امرأة إلا اسم مريم ابنة عمران.
وعلق الكاتب في الأدلة بقولة: (مما يجدر ذكره أن عدم التساوي الذي ذكره القرآن لا يعني دونية المرأة
بل يعني الاختلاف بين المرأة والرجل، كما أن عدم التساوي بينهما لا يعني أن الفضل للرجل
بل قد تكون المرأة أفضل منه فالجنة تحت أقدام الأمهات).

* وختم الكاتب بمناقشة أحدث مفهوم يهودي للمساواة وهو مصطلح (الجندرية).
وعرفت الجندرية أنها: شعور الإنسان بنفسه بصفته أنثى أو ذكر دون النظر للتكوين الجسمي.

القضية الثالثة: الاختلاط
هناك مبرران من مبررات العلمانية للاختلاط:
أولاً: مبرر الوقت: حيث يزعمون أن الستر والفصل بين الجنسين هو سبب الفتنة
لأن الممنوع مرغوب ويزعمون أن الوقت كفيلٌ باعتياد الناس على رؤية المرأة بدون الحجاب، وعلى مخالطتها للرجال،
وهذه الحجة مردودة بأمورٍ منها:
- هل يرضى عاقل أن يقدم عرضه قرباناً من أجل أن يتطور المجتمع؛ فيجترئ عليهن من يتدرب على التطور؟!
أم هل يرضى عاقل أن يجازف بعرضه وأهل بيته (عربوناً لهدفٍ تخميني)؟!
أو لحالاتٍ شاذة ترسخ القاعدة، وليس تنفيها؟!..

- مسألة الاختلاط ليست جديدة على التاريخ، فخروج المرأة ومخالطتها الرجال، ثبتت أضراره وأمراضه بمرور الوقت،
فالغرب أخرج صوره المرأة بصورةٍ ديموقراطيةٍ متحررةٍ لم يسبق لها مثيل، ومع ذلك أصبح يعاني من كثرة حالات الاغتصاب
والاعتداء الجنسي على النساء، مما زاد أرباح الشركات التي اخترعت (عصياً كهربائية)، أو (بخاخات المواد المخدرة)
التي لاتكاد تخلو منها حقيبة المرأة هناك أثناء تنقلاتها اليومية، وهذه الحالة انتقلت إلى البلاد الإسلامية التي انجرفت خلف دعاوى الاختلاط..
- كلينتون ومونيكا: حينما يساق التبرير لمسألة الوقت، ربما تنطلي أكذوبة (الاختلاط البريء)
على البعيدين عن معرفة واقع العالم الغربي، ولكن الأكيد أن العالم بأسره تناقل في إعلامه واهتمامه
(قضية الرئيس الأمريكي كلينتون ومونيكا لونيسكي)؛ تلك الحادثة التي أوضحت أن أسباب المشكلة الجنسية،
تتلخص في اختلاط مونيكا بالرئيس الأمريكي كلينتون، ذلك الرجل الذي تتوفر فيه صفات تنسف (حجج المطالبين) بالتحرير ومنها:
- أنه تربى في مجتمع تحررت فيه المرأة فالقول أن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة،
قولٌ يحطمه الرئيس كلينتون، بممارسة الزنا مع مونيكا مرات عديدة في مقر العمل.
- لم يكن الرئيس مراهقاً طائشاً، بل عمره تجاوز سن النضج.
- منصبه الحكومي لايغفر له مثل هذه الزلات في مقر وظيفته.
- أنه "غير أعزب" بل متزوج بإمرأة تحوي جميع المؤهلات.
لم يتضجر الشعب الأمريكي أو يبدي استياءه من تلك الحادثة، فالأمر عندهم في منتهى الاعتياد، وهذا فيه دلالةٌ على انتشار هذه الظاهرة في مجتمعهم.

ثانياً: مبرر الثقة في المرأة: من المبررات المطروحة للاختلاط قولهم ( إن نساءنا غنيات بإيمانهن، قويات بعفافهن، وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة).

ومبرر الثقة ساقط من عدة وجوه، وذكر الكاتب منها:
- أن الله عز وجل شرع للأنفس ما يناسب طبيعتها فقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).
- من القواعد الشرعية (حفظ الضروريات الخمسالدين- العرض- النفس- المال- العقل،
وهذه الضروريات يجب على الحاكم حفظها للناس (حتى لو كان الناس محل ثقة)، فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
يضرب لنا مثلاً يستحق الاقتداء به في المحافظة على هذه الضروريات الخمس؛ لأنه ولي أمر المسلمين،
فقد أمر بحلق رأس (نصر بن حجاج)؛ لأنه فتن بعض فتيات المسلمين، وهو فارغ القلب من الشهوة، غير قاصد لفتنتهن.
فليست المسألة مسألة ثقة، أو عدمها، أو (سحابة من الشكوك) ليس لها أهمية؛ بل من العقل أن يتم ضبط أمور الناس والحزم فيها.

وهذه الصور والمقاطع المنتشرة في الجوال (لبنات المسلمين) مؤشر ينسف تلك (الثقة الموهومة)؛
فبمجرد أن خرجت المرأة في (جوٍ من الانفتاح اليسير)، تبين لنا مدى (هشاشة الثقة) التي لم يمنحها الله -سبحانه وتعالى- في (ظل الخلوة).
- قال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما)،
فإذا كان الخوف على أمهات المؤمنين من ذوي القلوب المريضة في أطهر العصور أمراً طالب الله -سبحانه وتعالى- به نبيه،
فإن خوفنا على أمهاتنا ومحارمنا في هذا العصر، هو من باب أولى وأشد!.
- كذلك هذه الأحكام خاطب الله -سبحانه وتعالى- بها أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-،
والأمر من الله للأمهات يتبعه اقتداء من البنات بالأمهات، فهذا الأمر بالستر والحجاب الهدف منه الاحتشام
والحفاظ عليهن من الأذى، فلا بد أن يتبعه اقتداء من المؤمنات بما أمر الله به أمهاتهن للعلة نفسها.

القضية الرابعة: عمل المرأة.
من حجج المنادين بإفساد المرأة أنها أكرم من أن نختصر وظيفتها في البيت فهو احتقار لها.
فتراهم ينظرون إلى وظيفة (ربة البيت) بازدراء ومهانة، وبالمقابل لايزدرون مهنة الخادمة المنزلية،
أو المربية، أو المعلمة الخاصة، على الرغم من أن جميع هذه المهن تحتويها ربة البيت؛
بل إنها (ربة بيت)، وليست (ربيبة)، فهي السيدة والأميرة والمطاعة وصاحبة العمل واليد العليا، وليست أجيرة عند أحد،
ومهما أخلص غيرها في أداء مهمتها، فلن يكون كإخلاصها وحسن أدائها فهي الأم الحانية.
فمن يكون أعلى مقاماً؛ الربة المسؤولة المنفذة؟! أم الربيبة المكلفة المنفذة؟!
ومن سيكون أكثر من الزوجة والأم حرصاً وإتقاناً وأوفر عطاء؟!
وفي البلاد التي انخدعت بمثل هذه الدعاوى خرجت المرأة من (المطبخ المنزلي)، لتنتقل إلى مطعم تخدم كل الناس،
فاستبدلنا المطبخ بمطبخٍ أكبر مساحةً وأسوأ حالاً ومنزلةً، وأخرجناها من نظرات أخلاقية من زوجها إلى نظرات غير أخلاقية من مرضى القلوب.
(وعرض الكاتب عدة صور لنساء يعملن أعمال مختلفة من كنس للشوارع وتنظيف للمداخن ،
وفي مجال الحدادة ومسح للأحذية وغيرها من أعمال تدمي القلب...)

القضية الخامسة: قيادة المرأة للسيارة.
قد تكون قضية قيادة المرأة للسيارة منحصرة في المجتمع السعودي
لأنه الوحيد الذي تمنع أنظمته المرأة من قيادة السيارة، وذكر الكاتب عدة حجج منها:
* الخلوة المحرمة: من المبررات لديهم أن عدم السماح للمرأة بالقيادة يضطرها للركوب مع سائق أجنبي
وهذا من الخلوة المحرمة شرعا، فقيادتها للسيارة تمنع هذا الحرام المنتشر في المجتمع الإسلامي!
وهذا مبرر ساقط من عدة أوجه منها: أنه عندما تقود المرأة السيارة فإن البيوت ستفتقر إلى من يقوم بشأنها
ونضطر لإحضار خادمة لتقوم مقام ربة المنزل وسنقع في محظورات أكبر مع الخادمات وسيزداد عدد الخلوات المحرمة.
* التوفير المالي: يزعمون أن السائق يستنرف أموالاً متفرقة لا تقتصر على الرواتب فقط؛
بل نخسر عليه (الطعام، والسكن، والعلاج، ومستلزمات أخرى) ناهيك عن الحوادث،
فهذه الأموال الطائلة تهاجر من بلدنا لتصب في جيوب دول أخرى، وكان الأولى أن تبقى لدعم اقتصاد البلد.
1- لنفترض أن المرأة قادت السيارة، وتخلصنا من السائق من أجل التوفير المادي، فمن الذي سيقوم بواجبات البيت وقتها؟!
لابد أن تخرج أمامنا مشكلة يكون حلها في الإتيان بإمراة تعوض ذلك، وحينها نكون قد استبدلنا المال بمالٍ،
وبالمرأة الأصل امرأة مستعارة ، وفي النهاية بدلاً من التوفير المالي، انفتح علينا بابٌ آخر من الخسران.
2- السائق بالجملة يقوم بنقل أكثر من امرأة بالتالي التخلص من السائق يترتب عليه (خسائر مادية) في أمورٍ منها:
* عدد النساء أكثر من عدد السائقين، فإذا قادت النساء، فإنه يترتب على ذلك شراء عدد من السيارات يفوق العدد المستعمل،
مما يتنافى مع دعوى التوفير المادي، وإننا تلقائياً نجعل أموالنا تهاجر من بلادنا لتصب في رصيد دولٍ أخرى تقوم بصناعة السيارات.



المناقشة الرابعة " رسائل بالبريد"

وفيها قام الكاتب بإرسال مجموعة من الرسائل البريدية للوقوف في وجه الإفساد.
الرسالة الأولى: لمن يحملون المسئولية الأولى؛ وهم العلماء في أنحاء العالم الإسلامي.
الرسالة الثانية: لكل مسلم غيور على دينه وعلى عرض أخواته المسلمات.
الرسالة الثالثة: للعلمانيين وبؤرة الفساد وفيها فضح إفسادهم أمام المخدوعين بأفكارهم وآرائهم.
الرسالة الرابعة: وهي لن تصل إلى صاحبها "قاسم بك أمين" ولكنها ستصل بالتأكيد إلى من يحملون فكره و يستنهجون سبيله.

وفي رسالته خاطب الكاتب قاسم أمين بعد مائة عام من موته وقد قضى ثلاثاً وأربعين سنة فقط من حياته
في محاربة الحجاب بقوله: (لقد أهلكت شبابك حتى اللحظه الأخيرة في محاربة الحجاب
وتزيين السفوروالدعوة إلى الاختلاط بين النساء المسلمات لكن قطع الموت عليك الطريق
فلم تستمتع ولم تذق من اللذات والشهوات مايكفي فصرت أول من دعا إلى إفساد المرأة المسلمة وأنت أقل من استمتع بها
وقال أيضاً منتقداً عليه الأدلة التي كان يستدل بها: (كنت تستدل على قضيتك ومطالبتك بأدلة من الكتاب والسنة فعن أي دين كنت تتحدث؟
وفي أي مكان تعلمت ذاك الدين؟
هل أتيتنا تحدثنا عن إسلام لانعرفه وجلبته لنا من أوروبا بعدما تعلمته هناك؟
يؤسفني أن أوروبا جائتنا بعد موتك بست سنوات فقط معلنتاً الحرب العالمية الأولى،
جائت بخيولها ودباباتها وجيوشها بعد أن أرسلت أفكارها ومفاهيمها قبل ذلك معك ومع أمثالك،
فمزقت دولتنا وذبحت أبنائنا وهتكت أعراضنا وهؤلاء هم الذين أعجبوك وانبهرت بهم وطالبتنا أن نجعل منهم قدوةً لنا
وهناك نقطة أيضاً في رسالته أعجبتني وهي: (أطالع ملامحك الكردية وأتذكر القائد الإسلامي الكردي صلاح الدين الأيوبي
الذي حرر فلسطين من أيدي الصليبيين وأنت تجر المرأة المسلمة لتكون أسيرة في أيدي الصليبيين،
ويراودني سؤال لك ولكن الزمان لايعود هل كنت مغفلاً مخدوعاً واستعملوك لأهدافهم فرجعت إلينا لتقوم بأداء الدور بسذاجة؟
أم أنك كنت تدرك أنك تقوم بإفساد أمة سعى لصلاحها النبي صلى الله عليه وسلم،
فجئت بعده بأكثر من ألف سنة لتفسد ماأصلحه؟)
إلى آخر ماقاله عبدالله الداوود في رسالته المؤثرة إلى قاسم بك أمين....


المناقشة الخامسة "وداعاً"

وفي النهاية ختم الكاتب مناقشته الخامسة بمقتطفات من خطبة حجة الوداع، حيث أظهر فيها عدة ردود مسكتة للعلمانيين، منها:

- مساواة حرمة الدم بالعرض، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم
حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد...)،
فقد جعل حرمة الأعراض مساوية لحرمة الدماء، فمن أركان العلمانية الركنية، مهاجمة الغيرة على المحارم،
ووصف صاحبها بالتخلف، والرجعية، وإطلاق العنان للعبث بالقوارير، وإباحة الفواحش، وإشاعة الرذيلة، وهنا رَدٌ عليهم.

- العدل وليس المساواة، فخطبة الوداع تدحض أضحوكة المساواة التي ينادون بها،
وهي من أبرز نداءاتهم، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حق)،
فالنساء لهن حقوق تختلف عن حقوق الرجال، والرجال كذلك؛ مما يدل على انتفاء المساواة.

- من دعاوى العلمانية نسب المرأة لزوجها بدلاً من أبيها، كما يصنع الغرب،
فكان في خطبة الوداع لعنٌ من الله -سبحانه وتعالى- وملائكته، والناس أجمعين على من يفعل مثل هذا الأمر:
(من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لايقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ).

- العلمانية تتحاكم في مرجعيتها إلى الدساتير الغربية، وتتحاكم في المرجعية الاجتماعية إلى الواقع الاجتماعي الغربي،
والإيضاح الذي جاء في الخطبة يرفض هذا الزعم؛ فالمرجعية تتضح في قوله - صلى الله عليه وسلم-:
(فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه).

وفي نهاية الكتاب طلب المؤلف عبدالله الداوود من القارئ مشاركته بشعور الافتخار بالدفاع عن دينه،
وذكر بأنها لذة تخالط نسيج الروح، وتدعو إلى مواصلة المسير، للتقرب إلى الله (بعبادة المراغمة)،
وأوضح أنها لن تنتهي مبارزته العلمانية بكتابٍ واحدٍ فقط، بل سيستمر في مبارزتهم.


أتمنى أن أكون قد وفّقت في الاختيار والعرض..
وقتًا ماتعًا أرجوه لكم مع الكتاب ..~*


المصدر:

القس المبشر دنلوب وتغريب التعليم في مصر

يعد "دنلوب" واضع المخطط الأساسي لتغريب التعليم والتربية وإقصاء الإسلام عن برامج التعليم في المدرسة المصرية، باعتبار أن التعليم وال...